{وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ} لا تعجبك أموالهم وأولادهم، ولا تكترث بها ولا تراهن عليها ولا تنتظر منهم إنفاقهم منها، فهي لا تدل بتاتاً لا تدل على رضاً من الله عنهم. عندما توفرت لهم الأموال أو التجارة وسعة الحال لا تعجبك ولا تسر بها ولا تبالي بها ولا تكترث لها ولا تعول عليها ولا تنتظر منهم إنفاقهم منها وعطائهم منها، فهي لا تعبر أبداً عن رضاً من الله لهم. الله عندما وسع لهم في المال ليس لأنه راض عنهم، وليس لأنه يريد إكرامهم بذلك { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا} وهذا من مكر الله ومن كيده أن يعذبهم بالمال نفسه، بالمال نفسه الذي من أجله تخاذلوا وقعدوا وكرهوا الجهاد في سبيل الله، أن يصبح ذلك المال والأولاد، ذلك المال والمنال أن يصبح عذاباً نفسياً لهم في الدنيا، فهم يعذبون من شدة الحرص، الحرص الموجع والجشع الشديد المهلك، والطمع الهائل، ثم الخوف على تلك الأموال وشدة القلق، والقلق الدائم عليها الذي يصبح بالنسبة لهم عذاباً دائماً يعانون منه الأمرّين، ثم به وله يبقون هناك متخاذلين مخذولين مبتعدين عن أعمال الخير وأعمال التوفيق وأعمال الرحمة.
اقراء المزيد